كتبت
الأسبوع الماضي عقب المفاجأت العاصفة للقوى الجديدة في دوري أبطال أوروبا
والسقوط الكبير لعدد كبير من الأندية الأشهر في الكرة الأوروبية، وقلت أن
نتائج الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات، تشير
إلى ثورة كروية جديدة وتساقط سريع لأوراق الشجر في فصل الخريف الحالي
سيكون ضحيته ، مجموعة من الاندية الكبرى الأكثر شهرة وثراء وتجميعاً للنجوم
ومليونيرات الملاعب.. وجاءت نتائج الجولة الرابعة التي أنتهت منذ قليل
،لتثبت صدق مقولتي - التي أعتبرها متسرعة - وأن تألق الجدد لم يكن صدفة وأن
انتفاض الكباروإستعادة هيبتهم بات أمراً عسيراً وربما بعيد المنال !!
■■ والمثير
للدهشة أن كل الكبار وعلى ملاعبهم ، لم ينجحوا في الثأر لكبريائهم أو الرد
على خسائرهم ، ولم يحققوا أفضل من التعادل ، وحتى ريال مدريد الرهيب والذي
لعب في الشوط الثاني أفضل أشواطه في الموسم ، نجا في الدقيقة الأخيرة من
المباراة من هزيمة ثانية من بروسيا دورتموند الألماني المتألق ،رغم أنه لعب
وسط 100 ألف من جماهيره في البرنابيو.
ولم يتمكن زملاء كريستيانو
رونالدو من انتزاع زمام المبادرة في المباراة ، حيث تقدم دورتموند مرتين ،
ورغم ظلم الحكم التركي شاكير للفريق الملكي في هدف صحيح ملغي وربما ركلة
جزاء غير محتسبة ، لكن مورينيو كان يملك تحقيق التوازن في تشكيل وتكتيك
فريقه لو بدأ بمايكل إيسيان وكالييخون ، كما فعل في الشوط الثاني ، والغريب
أنه يجادل امام كاميرا الجزيرة الرياضية ويقول أنه مدرب جيد إستطاع
التعادل والأصح أنه أخطا مرتين ، أولاً لفشله في رد إعتباره امام دورتموند ،
والثاني أنه أخطأ في إدارة المباراة في الشوط الأول ، ولكنه رغم كل شيء
وصعوبة موقفه في المجموعة سعيد بالتعادل!
■■ والغريب
أن الاندية الثلاث الأخري الكبرى التي انهزمت الاسبوع الماضي امام منافسين
أقل منها بكثير في القوة والثراء والعراقة والجماهيرية ، لم يتمكنوا من رد
الاعتبار ، ولم يحققوا سوى التعادل ، بل أن أغلبهم ساروا على درب الريال ،
فكانوا خاسرين على ملاعبهم أو خارجها ، وضاعفوا من جهدهم وأخرجوا أفضل ما
لديهم لينقذوا أنفسهم من هزيمة ثانية ويسعدوا بالتعادل الذي ضاعف من محنهم
في الخروج مبكرا من منافسات مرحلة المجموعات.. وهكذا كان الميلان خاسرا
على ملعبه امام مالاجا وانتزع التعادل قبل ربع ساعة من النهاية ، ولم يتمكن
من تعويض هزيمته الاسبوع الماضي أمام الفريق الإسباني، الذي يتصدر
المجموعة برصيد 10 نقاط أقسى ما فيها أنها ضعف النقاط الخمس التي جمعها
الميلان والتي تعقد كثيرا مهمته في التأهل .
■■ والأمر
لا يختلف كثيرا بالنسبة لمانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الذي إهتز
بعنف في الأونة الأخيرة ، فقد فشل هو الآخر على ملعبه في رد اعتباره
لهزيمته الأسبوع الماضي 1/3 أمام أياكس الهولندي ، وكاد الفريق الهولندي أن
يجعل الانجليز يتجرعون من كأس الهزيمة نفسها حيث تقدم 2/ صفر ثم 2/1 ،
لولا هدف التعادل الذي سجله أجويرو قبل ربع ساعة من النهاية ليحفظ بعض ماء
الوجه لفريقه الذي تأكد خروجه عمليا من المنافسة على التأهل، وربما لا
تكون هذه الخسارة الوحيدة للفريق الذي قد ينفرط عقد استقرارلاعبيه وجهازه
الفني وبطولاته وخاصة البريمييرليج .
■■ أما
الارسنال الذي سقط بشكل مروع في عقر داره بهدفين نظيفين أمام شالكة
الالماني ، فقد فرط في تقدمه بهدفين وخرج قانعاً بالتعادل 2/2 ، ولم ينجح
مدربه الفرنسي الشهير في إستعادة كبرياء فريقه ومصالحة جماهيره ، وبينما
قال أن بداية فريقه هي الأسوأ في الدوري المحلي هذا الموسم ، فإن مقولته
تنطبق أيضا على دوري الأبطال الأوروبي ، وإن كانت فرصته في المنافسة داخل
المجموعة لا تزال قائمة بقوة .
■■
أخيراً فإن مباريات الغد قد تحتمل لوغاريتمات أخرى لليوفنتوس او تشيلسي أو
بايرن ميونيخ ، وتألق جديد لشاختار وفالنسيا ونورشيلاند وغيرها من القوى
الجديد .. وحتى أبرز الصامدين والمتألقين من الكبار مثل البارسا والمان
يونايتد ، فهما ليس بمنأي من مفاجأت وجنون الكرة الاوروبية الجميلة !