روض المؤمنين
شعر/ أحمد محمد الصديق
هُوَذا الصَّـباحُ المُستْبينْ يَزْهو بعيدِ الُمؤْمنينْ
هُوَذا الشُّعاعُ الغَضُّ طَلْـ ـعَتُهُ تَسُرُّ النّاظِرينْ
وَيُجَلْجِلُ التكْبير .. يَصْدَ حُ بالبَشائرِ في العَرينْ
وإلى المُصَلّى يَسْتحِثُّ الْ ـخَطْوَ رَكْبُ المُهتَدينْ
والصِّبْـيَةُ الأغــرْارُ في مَرَحٍ .. وفي خَفْضٍ .. وَلينْ
طاروا كَأسْرابِ العَصـا فير الطّليقَةِ .. آمِنينْ
وَتُصـفِّقُ الـدُّنْيا رضـاً للأَبْريـاءِ الطّاهـِرينْ
وعـلى المـحبَّة يَلْتقي شَمْلُ الصِّحابِ مُهَنِّئينْ
* * *
العيـدُ جـائزَةُ السـَّما ءِ .. وَمِنْحَةٌ لِلْمُتقينْ
بُشرى القـَبولِ .. وَفَرْحةٌ للصّائمينَ القائمينْ
طابتْ شمائلُـهُمْ .. فبـا توا كاَلملائِكِ مُخْبتينْ
يَتَنافَسون بطاعةِ الــرَّ حمْنِ . . غَيْرَ مُذَمَّمينْ
* * *
يا إخْـوَتي .. طُوبي لكُمْ غُرَّ الوُجوهِ محُجَّلينْ
شَمـْسُ الهـِدايَةِ نورُها يكسو المُحَيّا وَالجَبينْ
جُعْتُمْ .. وما جاعَتْ قُلو بٌ .. زادُها نورُ اليَقينْ
وظمِئْتُمُ .. لكنَّ في الفِرْ دَوْس رِيَّ الظامئــينْ
وهنـاكَ في دارِ السـَّعا دَةِ راحَةٌ للمُتْعَـــبينْ
* * *
يا مَنْ تنكَّبـْتَ الـهُدى وَغَفَلْتَ بَيْنَ الغـافِلينْ
أشْفِقْ على عُمُرٍ يَضيــ ـعُ .. وَيَنْطَوي عَبْرَ السِّنينْ
هَلاّ ارْتَقَيْتَ إلى ذُرى الإيمانِ .. بَيْنَ المُرْتَقينْ ؟
وَعَرفْتَ أسْرارَ الخُشو عِ ... وَنَشْوةَ المُتَضرِّعينْ؟
الشوق جَنَّحَهُ الهُيـــا مُ .. فَرَفَّ مَشْبوبَ الحَنينْ
يا لَلْقُلوبِ .. ولَلْعُيو ن .. تَفيضُ بالدَّمْعِ السَّخينْ
وَتَصَدِّعُ الصَّخْرَ الأ َصَمَّ قوارِعُ الذِّكْرِ المُبينْ
رَبّاهُ .. وَالصَّوْتُ الحَبيـ ـسُ .. يَنوءُ بالألَمِ الدَّفينْ
عَصَفَتْ بنِا ريحُ الخُطـو بِ .. وَأَنْتَ يا رَبُّ المُعينْ
أوْطانَنا نَهْبٌ لأِطْـــ ـماعِ الذّئابِ المُعْتَدينْ
وَمِنَ الدَّمِ المَسْفوحِ قَدْ مُلِئَتْ كُؤوسُ الظّالمِينْ
يا رَبِّ فامْنَحْنا على الـ ـبَلْوى ثَباتاً لا يَلينْ
وَاكْشِفْ بقُدْرَتِكَ الغَوا شي مَزِّقِ اللَّيْلَ المَهينْ
بكَ نَسْتَجيرُ وَنَحْتَمي بكَ يا إلهي نَسْتَعينْ
نفحاتُ (( بَدْرٍ)) إذْ تَهُـ ـبُّ وَرَوْعةُ (( الفَتْحِ المُبينْ ))
تَزْهو حَدائِقُنا العِجا فُ .. وَنَرْتَقي دُنْنا وَدينْ
* * *
شَهْرُ الصِّيامِ غَداً سَيَشْـ ـهَدُ عِنْدَ رَبِّ العَالمينْ
وَيَقولُ قَوْلَةَ صـادقٍ: يا نِعْمَ أجِرُ العامــلينْ